رؤية منهجية وموضوعية

الأحد، 5 يونيو 2011

كشف أوراق الاجتماع الأخير لدول الساحل والصحراء حول بحث سبل مواجهة القاعدة


 


على مدى السنوات السابقة اجتمع قادة دول الساحل والصحراء في أكثر من موقع وتحت يافطات عديدة تحمل عنوان رئيسيا هو" بحث سبل مواجهة القاعدة", حمى هده الاجتماعات مازالت مستمرة فيوم الثلاثاء من هدا الأسبوع اجتمع رؤساء أركان كل من جيوش الجزائر وموريتانيا وليبيا ومالي وبوركينافاسو والنيجر وتشاد وجاء الاجتماع في إطار الأجندة  التي سطرو لها  خلال اجتماع ندوة وزراء خارجية دول المنطقة منتصف الشهر الماضي في الجزائر، وبعد حوالي أسبوع من اجتماع مسؤولي مكافحة الإرهاب في الدول السبع. لكن الغريب جدا انه وبعد كل اجتماع تخرج القاعدة اقوي مما كانت سابقا وبين اجتماع وأخر يزداد حجم هدا الوحش كما يطلق عليه في الدوائر الأمنية وتجد القيادات الأمنية نفسها كل مرة في مواجهة تحديات اكبر من سابقاتها .وهده جولة في كشف بعض أوراق الاجتماع.

المعارضة الشديدة لجنرالات الجزائر لمقايضة القاعدة بالأموال

شنت القيادات العسكرية والأمنية بالجزائر انتقادات لادعت لحكومات الدول التي تقايض القاعدة بالأموال مقابل إطلاق سراح المختطفين , وكدوا كثيرا في الإعداد لتقارير مضخمة جدا عن حجم إسهام أموال الفدى في تقوية القاعدة , وادعو ان الأموال هده حول جزء منها إلى القاعدة المركز في أفغانستان , لدفع أمريكا لثني أي دولة عن دفع دولار واحد للقاعدة.

جنرالات الجزائر ينجحون في إقناع أمريكا من أن مالي هي الملاذ الأمن للقاعدة


زاد توتر العلاقات الجزائرية المالية مؤخرا على خلفية إقدام مالي على إطلاق سراح مقاتلين للقاعدة مطلوبين للجزائر وموريتانيا مقابل تحرير الرهينة الفرنسية بيار كامات، لكن في هدا الاجتماع بعثت الإطراف إشارات توحي بنهاية هده الخلافات خوصصا مع نجاح الجزائر في إقناع أمريكا من أن مالي تعتبر الحلقة الاضعف في مكافحة التنظيم لكن يبقى الاقتناع الأمريكي من دون جدوى فما عسى شبه دولة لا تدري بما يقع حتى في عاصمتها السياسية ما عساها أن تفعل في مواجهة تنظيم بحجم القاعدة اخترق جيشها وتوغل وبسط يده على أراضيها . بل أن مالي كانت قد رفعت يدها من قبل وعبرت عن عجزها في مواجهة القاعدة ودعت الجيوش الأجنبية للتدخل .

الدبلوماسية الجزائرية تنجح هده المرة

صفق جنرالات الجزائر كثيرا لما اعتبروه انتزاعا لاعتراف دول المنطقة بالدور الريادي لها في مكافحة الإرهاب , وقصة هدا الدور طويلة , وسببت مشاكل كثيرة بين دول المنطقة كون الجزائر كانت تدخل من هدا الباب لفرض الزعامة والهيمنة على الدول الضعيفة بالمنطقة .
و سابقا كانت جهود الجزائر لتزعم هده الدول.كانت  تتعرض لمحاولات تطويق خاصة من قبل فرنسا التي مارست الضغط على
  الدول الأضعف في المنطقة من أجل الدخول في تحالفات ثنائية أو جماعية مع فرنسا، كما حصل مع كل من مالي وموريتانيا والنيجر بشكل منفرد.
والنشوة التي تحس بها الجزائر في فرض إرادتها هده المرة تجعل المتتبع يرى أن الجزائر جائت تحارب هده الدول وليس القاعدة .

المغرب الأقصى خارج الدار

مرة أخرى يتم إقصاء المغرب بتدبير من الجزائر فرغم ما يشاع عن قرب تحسن العلاقة بين الدولتين في ايطار التغيرات المهمة و بعد ثورتي تونس وليبيا إلا أن الجزائر مازالت تريد إبقاء المغرب خارج الدائرة رغم أن قادته الامنيون سعو لحشر انفسهم اكثر من مرة ويرون للانفسهم الحق في الدخول في اي تحالف بحكم الموقع الجغرافي ,   ومؤخرا  اخرجوا  مسرحيتين عنوان الأولى خلية سلفية بالصحراء الغربية على ارتباط بالبوليساريو والقاعدة بالصحراء, وعنوان الثانية إلقاء القبض على شبكة دولية للاتجار بالمخدرات مرتبطة كدالك بالقاعدة بالصحراء .إلا أن القادة الأمنيين بالجوار الدين يعرفون حيل بعضهم لم تقنعهم هده المسرحيات ليبقى المغرب الأقصى خارج الدار إلا أن تشاء الجزائر .

جيش جديد لمواجهة القاعدة

هده الدول قررت تشكيل قوة مشتركة من 85 ألف جندي خلال 18 شهرا للتصدي للقاعدة, ومن يعرف حجم هده الصحراء يعرف كيف إن هدا الرقم لن يسمن ولن يغني من جوع ولو زدنا له صفرا فأصبح 850 ألف.
الجيش الأمريكي بمئات الآلاف من الجنود الجيدين التدريب والمتوفرين على اكبر عتاد وأكثر التجهيزات تقدما والمتمتعين بمرونة كبيرة في التنقل لم ينجحوا في مناطق محدودة بالعراق لا يزيد حجمها عن حجم احد الواحات بهده الصحراءفكيف سيواجه هؤلاء القاعدة وهم لا يملكون غير بنادق الكلاشنكوف والجمال ؟ وفي أحسن حال سيارات تويوتا رباعية الدفع والتي أيضا ما تلبث أن تقع بيد مقاتلي القاعدة كغنائم حصلوا عليها في معارك سابقة.
ثم انه سابقا أمريكا جندت جيوش بأكملها في مواجهة القاعدة كالجيش الموريتاني الذي استنفر بالكامل وزج بها في صحراء قاحلة بحثا عن السراب القاعدي حتى انه ترك الرئيس الموريتاني بحرس لم يغطي حتى قصره فاستغلت القاعدة الثغرة وأرسلت للرئيس سيارة مفخخة , فشلت ان تجعل  موريتانيا تعيش مرة أخرى على أجواء عرس انتخابي جديد .
 
نفس الفشل واجهه الجيش الجزائري وهو المصنف بين الجيوش الأقوى إفريقيا وعربيا , فقط نجح في اقتناص أعداد محدودة بواسطة القوات الخاصة سريعة التحرك التي لا تزال أعدادها القليلة غير كافية لتغطية واحة واحدة .

تباشير  التنمية الموعودة
 
 ولم ينسى  المجتمعون الحديث عن تباشير التنمية بالصحراء الكبرى وإطلاق المشاريع فقد فكرو طويلا ووجد أن من أسباب الإرهاب هو هدا التهميش والعزلة التي تعيشها الصحراء فأين كانوا عن هده التنمية طيلة عقود من النهب الاستعماري لخيرات هده الصحراء من اليورانيوم -البترول -الغاز -الحديد -الفوسفات -السمك .
ثم علينا القيام  بزيارة للافغانستان  لمعرفة  نتائج 10 سنوات من الاعمار والتنمية ,
ثم يكفي أن نعرف أن اهم  مشروع وهو الطريق العابر للصحراء الذي يهدف إلى ربط العاصمة الجزائرية بمدينة لاغوس النيجيرية هدا المشروع لازال يعاني التأخر الكبير .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق